المناظير الجراحية وأورام القولون

يعتبر دخول المناظير الجراحية فى جراحات الاورام فتحا جديدا من فتوحات العلم الحديث والتكنولوجيا الهندسية الطبية وذلك بما وفرته هذه التكنولوجيا من دقة فى الاداء الجراحى مع جودة فى الاستئصال وعلاج الامراض

المناظير الجراحية وأورام القولون

31/07/2023
800-طبيب-فى-مؤتمر-جمعية-البحر-المتوسط-لأمراض-الحوض-بالقاهرة.png

يعتبر دخول المناظير الجراحية فى جراحات الاورام فتحا جديدا من فتوحات العلم الحديث والتكنولوجيا الهندسية الطبية وذلك بما وفرته هذه التكنولوجيا من دقة فى الاداء الجراحى مع جودة فى الاستئصال وعلاج الامراض وذلك بأقل جرح قطعى فى جدار البطن. وبهذا الفتح الجديد من العلم تجنب المريض فترات النقاهة الطويلة داخل المستشفى والآلآم ما بعد الجراحة مع سرعة الاستشفاء واستعادة العافية فى اقل وقت وذلك حتى فى اكبر الحالات الجراحية. ومن اكبر مكاسب جراحات المناظير هى القدرة على استئصال الاورام القولونية بدون فتح جدار البطن ومن خلال فتحات بجدار البطن لا يتعدى اكبرها 1.5 سم. وقد بدأت جراحات مناظير البطن منذ ثلاثة عقود وكانت فى بدايتها قاصرة على النواحى التشخيصية فى مجال امراض النساء ثم امتدت بعد ذلك الى النواحى العلاجية كتسليك الالتصاقات بمنطقة الحوض ثم ازداد مجالها لتمدد الى جميع اجزاء البطن والاشهر على الاطلاق جراحات استئصال الحوصلة المرارية بالمنظار الجراحى وهى الشائعة لعموم الناس والجديد هو انتشار جراحات المناظير لتشمل شريحة كبيرة من الاورام وهى اورام القولون والمستقيم ومما لاشك فيه ان الاورام بصفة عامة فى حالة ازدياد مطرد فى العقدين الاخيرين مع التقدم التكنولوجى الصناعى الزراعى. وقد اقام الاتحاد الاوروبى مشروعا لدول البحر المتوسط (الباردايجما) لدراسة نسب الاصابة بسرطان القولون والشرج والاكتشاف المبكر والتدخل الجراحى لعلاجها ثم متابعة العلاج التكميلى بعد الجراحة (العلاج الاشعاعى الكيميائى) وخلص المشروع الى ان اورام القولون والشرج فى ازدياد مطرد وان اعمار الاصابة فى تناقص وان الشفاء التام بعد الاصابة يعتمد على الاكتشاف المبكروالتدخل الجراحى المبكر لعلاج سرطان القولون والشرج.

تعانى شريحة كبيرة من المرضى من فتحات الاخراج من البطن (الكلوستومى). وتعتبر فتحات الكلوستومى (فتحة الاخراج من البطن) وهو تحويل مسار الفضلات الى جدار البطن من الوسائل التى قل استخدامها فى العقد الاخير وهذه الطريقة كانت شائعة الاستخدام ومازالت فى بعض المراكز الطبية لحالات استئصال الاورام السرطانية الشرجية وحالات الناصور الشرجى المرتفع. اما بالنسبة لحالات الاورام الشرجية المنخفضة فكانت الصعوبة فى توصيل القولون بالقناة الشرجية بعد استئصال الورم اما الآن فقد اصبحت هذه الوصلات بسيطة باستخدام الدباسات الجراحية التى يمكن عن طريقها ايصال الامعاء بالقناة الشرجية مع الحفاظ على العضلات القابضة للشرج فيتمكن المريض من الاخراج بالصورة الطبيعية والتحكم فى عملية الاخراج.

الجديد فى هذه الجراحات هو القدرة على استئصال الورم كليا والغدد الليمفاوية مع توصيل القولون وعدم اجراء فتحة اخراج بجدار البطن (كلوستومى) وقد كان المعتاد عليه فى مثل هذه الجراحات هو تحويل الاخراج الى جدار البطن اذا كان الورم يوجد فى المستقيم على مسافة من 9 – 12 سنتمتير من فتحة الشرج. وقد انتهى العالم الى قدرة الجراح على استئصال الورم الشرجى مهما كان قريبا من فتحة الشرج وذلك للمحافظة على عملية التحكم فى الاخراج وتوصيل القولون بالقناة الشرجية حتى يتسنى للمريض التبرز بالطريقة الطبيعية. وكانت هذه الجراحات فى الماضى يتم اجراؤها بواسطة فتح جدار البطن كليا مع استئصال الورم وتحويل مجرى الاخراج الى جدارالبطن فيما هو معروف (الكلوستومى). ساعدت جراحات المناظير فى تخليص الورم من داخل البطن كليا مع استصال الغدد الليمفاوية وتنظيف منطقة الحوض من الغدد الليمفاوية ثم استخراج الورم عن طريق الفتحات الطبيعية كفتحة الشرج وبذلك يكون المريض قد اجرى الجراحة واستُئصل الورم واعاد الاخراج الى المسار الطبيعى باقل الآلام ممكنة وبأقصر فترة نقاهة.