الكشف المبكر لأورام القولون والشرج
الكشف المبكر لأورام القولون والشرج يزيد فرص الشفاء التام ….الدباسات الجراحية للحفاظ على العضلات القابضة للشرج ليتمكن المريض من الاخراج بصورة طبيعية.
فى احدث الاحصائيات العالمية للاورام وجد ان اورام القولون والشرج ثانى اكثر الاورام انتشارا بين الجنسين والاكثر انتشارا فى الجهاز الهضمى وتعتبر العادات الغذائية الخاطئة والتلوث البيئى أحد الأسباب الرئيسية للاصابة بتلك الاورام وذلك فى الوقت الذى تزداد فيه حالات الاورام بشكل مضطرد خاصة العقدين الاخرين مصاحبة للتقدم التكنولوجى والصناعى والزراعى.
وقد اقام الأتحاد الأوربى مشروعاً خاص بدول البحر المتوسط (الباراديجما) لدراسة نسب الاصابة بسرطان القولون والشرج والكشف عنها والتدخل الجراحى وعلاج ما بعد الجراحة (العلاج الاشعاعى الكيميائى). وخلص المشروع الى أن اورام القولون والشرج فى ازدياد وان اعمار الاصابة فى تناقض وأن الشفاء التام بعد الاصابة يعتمد على الكشف المبكر عن سرطان القولون والشرج.
أن أورام الجهاز الهضمى تنتشر نتيجة تناول الوجبات السريعة التى تحتوى على نسب عالية من الزيوت ومكسبات الطعم المضافة اليها بالاضافة الى الاغذية الخضراء والفاكهة الناتجة عن الزراعات داخل الصوبات الزراعية المستخدم فيها المواد الكيميائية والهرمونات. وينصح بتناول الزراعات التقليدية (organic) التى لاتعتمد فى زراعتها على استخدام المواد الكيميائية والهرمونات. وقد نصحت احدث الدراسات العلمية بأن تناول الوجبات المنزلية من الخضراوات ومنتجات الالبان والفاكهة هو الافضل فى تجنب الاصابة بأورام القولون والشرج.
وعن الاكتشاف المبكر لأورام القولون والشرج يعتمد بشكل كبير على احساس المريض بأى تغير عملية الاخراج او ظهور نزيف دموى غير مسبوق. فى هذه الحالة يجب عمل تحليل براز مبدئى ثم يتبع بمنظار قولونى او اشعة على القولون لتحديد أسباب النزيف نظرا لأن فى كثير من الأحيان يتم التعامل مع النزيف الشرجى على انه بواسير أو شرخ شرجى مما يؤدى إلى التأخر فى الكشف عن الورم مبكراً ويكون العلاج الاساسى فى هذه لحالة هو الأستئصال الجزئى للقولون بأسرع وقت ممكن.
ان الكشف المبكر للاورام يترتب عليه التعامل مع الورم فى بداية تكونه حيث يكون حجمه صغير داخل منطقة حدوثه، ومع مرور الوقت يتضاعف حجم الورم مثل نمو الجنين فى الرحم وتزداد الأوعية الدموية المغذية له، تبدأ الخلايا السرطانية فى الانفصال عن الورم الأم ثم تنتشر عن طريق الاوعية الدموية إلى جميع اجزاء الجسم لتستقر اما فى الكبد او الرئتين او العظام، ويتحول الورم السرطانى من ورم موضعى الى ورم عام من خلال الدورة الدموية ويصعب السيطرة عليه.
وعن الجديد فى جراحات استئصال اورام الشرج والقولون فالجديد فى هذه الجراحات هو القدرة على استئصال الورم كلياً مع الغدد الليمفاوية وتوصيل القولون وعدم إجراء فتحة اخراج بجدار البطن (كلوستومى). وقد كان المعتاد عليه فى مثل هذه الجراحات هو تحويل الاخراج الى جدار البطن اذا كان الورم يوجد فى المستقيم على مسافة من 9 – 12 سنتيمتر من فتحة الشرج. وقد انتهى العالم الى قدرة الجراح على استئصال الورم الشرجى مهما كان قريبا من فتحة الشرج والحفاظ على العضلات القابضة للشرج وذلك للمحافظة على عملية التحكم فى الاخراج وتوصيل القولون بالقناة الشرجية.حتى يستنى للمريض التبرز بالطريقة الطبيعية.
تعانى شريحة كبيرة من المرضى من فتحات الاخراج من البطن (الكلوستومى). الى ان هناك حلول جديدة لهذه المشكلة حيث ان فتحات الكلوستومى (فتحة الاخراج من البطن) وهو تحويل مسار الفضلات الى جدار البطن من الوسائل التى قل استخدامها فى العقد لاخير وهذه الطريقة كانت شائعة الاستخدام ومازالت فى بعض المراكز الطبية لحالات استئصال الاورام السرطانية الشرجية وحالات الناصور الشرجى المرتفع. اما بالنسبة لحالات الاورام الشرجية المنخفضة فكانت الصعوبة فى توصيل القولون بالقناة الشرجية بعد استئصال الورم اما الآن فقد اصبحت هذه الوصلات بسيطة باستخدام الدباسات الجراحية التى يمكن عن طريقها ايصال الامعاء بالقناة الشرجية مع الحفاظ على العضلات القابضة للشرج فيتمكن المريض من الاخراج بالصورة الطبيعية والتحكم فى عملية الاخراج. اما بالنسبة للناصور الشرجى المرتفع فقط ثبت علميا بأن تحويل مجرى الاخراج الى البطن لا يغلق الناصور تلقائيا ولكن معرفة اتجاه الناصور والصفة التشريحية للعضلات عن طريق الوسائل الحديثة للتشخيص مثل اشعة الرنين المغناطيسى والسونار الشرجى ثلاثى الابعاد يمكن تحديد خريطة ومسار الناصور الشرجى. واستئصاله كليا يؤدى الى الشفاء فى هذه الحالات وبدون تحويل مجرى البراز الى البطن.
وفيما يتعلق بحالات عدم التحكم فى الاخراج مما يضطر المريض الى استخدام الحفاظات مما يتسبب فى اصابته بالالتهابات الجلدية اوضح ان عدم التحكم فى الاخراج مازال من المشاكل المزمنة للاطباء ولكن تتعدد الاسباب وتتنوع بين عدم تحكم ناتج عن قطع بعضلات الشرج (نتيجة اصابة سابقة) او شلل بعضلات الشرج (ناتج عن مرض بأسفل العمود الفقرى) او تضخم القولون المزمن الناتج عن شلل جزئى فى القولون يؤدى لزيادة التخزين داخل القولون مما يترتب عليه الامساك المزمن ثم ينتهى بعدم التحكم فى الاخراج ويصيب الاطفال من سن 3 سنوات حتى 18 سنة.
وان الوسائل العلاجية لتلك الحالات تختلف بناء على تشخيص السبب ومعرفة ما اذا كانت الاصابة بعضلات الشرج تتعلق بالعضلة نفسها أم بالعصب المغذى للعضلة ا بالقولون وبناء على التشخيص يتم تحديد اسلوب العلاج والاصلاح العضلى لحالات قطع العضلات والتى عادة تكون ناتجة عن جراحة بواسير او شرخ شرجى سابق او بعد الولادة الطبيعية وخصوصا التى تتم فى المنازل والمراكز البدائية فتكون رأس الطفل كبيرة فتحدث تهتك بفتحة المهبل وعضلات الشرج مالم يتعامل معها طبيب النساء والولادة جراحيا بعمل توسيع جراحة بفتحة المهبل ثم غلقه مرة اخرى.
ان هناك كثير من المرضى يعانوا من الام الشرج ومنطقة العجان غير متعلقة بعملية الاخراج وهناك اساليب جديدة للعلاج فى هذا المجال الى ان الآم الشرج طالما ازعجت الاطباء قبل المرضى لأن منطقة الشرج من اكثر المناطق احساس فى جسم الانسان ولذلك فإن الألم بها عندما يحدث يكون شديد وتأثيره على المريض كآلام الاسنان وفى بعض الاحيان يوقف نشاط المريض نهائيا، واسباب الام الشرج المعروفة هى الشرخ الشرجى، البواسير المتجلطة، الناصور الملتهب والقرح الشرجية ويزول الألم بإزالة السبب. ولكن هناك مجموعة من الحالات تعانى من الآم شديدة اثناء الجلوس واحيانا المشى وغير مرتبطة بالإخراج وهذه المجموعة من المرضى يعانون من اختناق عصب الحوض.
وعن عصب الحوض واعراض اختناق عصب الحوض ان عصب الحوض هو عصب يخرج من اسفل العمود الفقرى لتغذية بعض اعضاء الحوض. مثل منطقة العجان واسفل القناة الشرجية ثم يغذى العضلات القابضة للشرج ويغذى العضوى الذكرى. واختناق عصب الحوض[Pudendal Canal Syndrome] من الأمراض المكتشفة فى العقد الأخير لم يكن معروفا فى السابق ويعانى المريض من الآم بمنطقة الشرج والعجان اثناء الجلوس او المشى غير مرتبطة بعملية الاخراج وعند فحص القناة الشرجية لا يوجد بها شرخ او بواسير او ناصور.
ولكن فى مرضى أخرين تكون الشكوى من ضعف القدرة على الانتصاب او عدم الانتصاب الكامل وذلك لأن عصب الحوض يغذى العضو الذكرى [Dorsal nerve of penis] وهو فرع من عصب الحوض فى بعض الحالات الأخرى تكون الاصابة للعضلات القابضة للشرج عن طريق [Inferior rectal nerve] وهو ايضا من فروع عصب الحوض.
وانه للاسف هذه الحالات لايتم تشخيصها فى كثير من الاحيان لأن اختناق عصب الحوض من الامراض الحديثة ولا تدرس فى مراحل التعليم الطبى قبل التخرج فكثير من هذه الحالات يتعامل معها الاطباء على انها بواسير او شرخ شرجى او ضعف جنسى عام والتشخيص يتم عن طريق الكشف الاكلينيكى ورسم نبضات عصب الحوض, فإن كانت متباطئة فإن العصب يكون مختنق.
ان هناك درجات من الاختناق يتم التعامل معها عن طريق الأدوية ودرجات اخرى يتم التعامل معها بواسطة حقن العصب وفى بعض الأحيان نلجأ الى التدخل الجراحى لتسليك العصب بعيدا عن الاختناق واطلاق سراحه.
وعن أحدث الأبحاث العلمية ثبت انه فى حالات القولون العصبى، يوجد تسارع فى حركة القولون وكثرة عدد عمليات الاخراج مع وجود تقلصات بجدار القولون تحُدث آلام شديدة، ولذلك فإن حالات الإمساك المزمن تشكل جزء قليل من حالات القولون العصبى.
احدث الابحاث المنشورة فى مجلة القولون والشرج العالمية وجدت ان الامساك المزمن هو احدى أمرين اما قولونى او شرجى، بمعنى ان القولونى ينتج عن تباطىء فى حركة القولون حيث ان القولون له طور منظم فى الحركة ينقل المخرجات القادمة من الامعاء الدقيقة الى القولون ثم تنتهى الى الشرج وينظم ذلك نبضات كهربية تخرج من جدار القولون (كما يحدث فى القلب) لتنظيم انقباض وانبساط جدار القولون. فى حالات الامساك المزمن القولونى يحدث تباطؤ وخلل فى النبضات الكهربية مما يؤدى الى تأخر مرور الفضلات داخل القولون عن المرة الواحدة كل 24 ساعة مما يؤدى الى جفاف الفضلات وذلك لأمتصاص الماء عن طريق جدار القولون مما يؤدى الى اخراج فضلات شديدة الصلابة تجرح منطقة الشرج وتسبب شروخ ثانوية.
اما نوع الثانى وهو الامساك المزمن الشرجى أو التبرز الأنغلاقى و هو أيضا من الأمراض المكتشفه حديثا [Obstructed Defecation Syndrome] وهو ناتج عن عدم القدرة على اخراج الفضلات من منطقة المستقيم الى خارج الجسم. وهذا النوع يسببه وجود خلل بعضلات الحوض والشرج التى تنقبض وتنبسط فى تاغم لأكمال عملية الاخراج وذلك فى الحالة الطبيعية، اما فى الحالة المرضية فيحدث انقباض بدل الانبساط لبعض العضلات وانبساط بدل الانقباض فى عضلات اخرى مما يؤدى الى عدم التناغم وأنغلاق القناة الشرجية أثناء عملية الاخراج وهذا يسمى التبرز الانغلاقى.
ديناميكية التبرز
ان المريض فى هذه الحالة يتولد لديه الشعور بالرغبة فى الإخراج ولكن مع دخوله دورة المياه ومحاولة الاخراج يواجه صعوبة فى فتح القناة الشرجية، ثم تتعدد مرات دخول دورة المياة دون النجاح فى الاخراج، فى بعض الاحيان يستطع المريض ان يخرج بعض الكمية وتبقى كمية اخرى.
أن تشخيص الحالة عن طريق نوعين من الاشعة الاولى تحديد زمن العبور فى القولون Colonic Transit time والثانية ديناميكية التبرز Video defecogram