الجديد فى جراحة القولون والشرج

تمثل امراض القولون والشرج مشكلة كبيرة من الناس خاصة فى مصر والعلم العربى وتلعلب جراحات القولون والشرج دورا بالغ الاهمية فى علاج المرضى وتخفيف اوجاعهم.
هل تخصص القولون والشرج من التخصصات الحديثة؟
تعد جراحات القولون والشرج من اقدم التخصصات الطبية فى العالم حيث انشأت جمعية جراحة القولون الشرج البرازيلية انشأت مع بداية القرن الماضى عام 1901 والجمعية القولون والشرج الامريكية فى الخمسينات من القرن الماضى اما الجمعية الدولية لأساتذة القولون والشرج فأنشأت عام 1969 ، مما يدل على قدم هذا التخصص ولكن الجديد هو ما استحدث فيه من وسائل تشخيصية وعلاجية ادت الى حدوث طفرة فى هذا التخصص مما ادى الى اعادة تكوينه واقبال الكثير من الاطباء حول العالم للدخول فيه مثل التخصصات الأخرى كالاوعية الدموية والتجميل.
- تعانى شريحة كبيرة من مرضى اورام القولون من فتحات الاخراج التى يتم عملها بالبطن (كولوستومى) بعد تحويل مجرى الاخراج. فهل هناك جديد لحل هذه المشكلة؟
تعتبر فتحات الاخراج من البطن(الكلولوستومى) والتى يتم عملها بعد تحويل مسار الفضلات لجدار البطن اثر استئصال اجزاء من القولون والمستقيم احد الوسائل التى قل استخدامها فى العقد الاخير وكانت هذه الطريقة من الطرق الشائعة الأستخدام ومازالت فى بعض المراكز الطبية لحالات استئصال الاورام السرطانية الشرجية وحالات الناصور الشرجى المرتفع. اما بالنسبة لحالات الاورام الشرجية المنخفضة فكانت الصعوبة تكم فى توصيل القولون بالقناة الشرجية بعد استئصال الورم، وقد قمنا بعمل جراحات للعديد نم الحالات التى تعانى من ورم المستقيم المنخفض اما عن طريق استئصال من داخل لمستقيم بدون فتح البطن او من البطن باستخدام اسلوب سحب القولون او استخدام الدباسات الجراحية التى يمكن عن طريقها ايصال الامعاء بالقناة الشرجية مع الحفاظ على العضلات القابضة للشرج فيتمكن المريض من الاخراج بالصورة الطبيعية والتحكم فى عملية الاخراج. اما بالنسبة للناصور الشرجى المرتفع فقط ثبت علميا بأن تحويل مجرى الاخراج الى البطن لا يغلق الناصور تلقائيا ولكن معرفة اتجاة الناصور والصفة التشريحية للعضلات عن طريق الوسائل الحديثة للتشخيص مثل اشعة الرنين المغناطيسى والسونار الشرجى ثلاثى الابعاد يمكن تحديد خريطة ومسار الناصور الشرجى واستئصال الناصور كليا هو اساس الشفاء فى هذه الحالات وبدون تحويل مجرى البراز الى البطن.
- يتم وضع كيس لجمع الفضلات حول فتحات الاخراج بالبطن (كولوستومى)، لكن ماذا عن حالات عدم التحكم فى الاخراج؟
ما زال عدم التحكم فى الاخراج من المشاكل المزمنة للاطباء ولكن تتعدد الاسباب وتتنوع بين عدم التحكم الناتج عن قطع بعضلات الشرج (نتيجة اصابة سابقة) او شلل بعضلات الشرج (ناتج عن مرض اسفل العمود الفقرى) او تضخم بالقولون المزمن ناتج عن شلل جزئى فى القولون يؤدى لزيادة التخزين داخل القولون مما يترتب عليه الامساك المزمن ثم ينتهى بعدم التحكم فى الاخراج ويصيب الاطفال من سن 3 سنوات حتى 18 سنة.
- وماهى أحدث طرق العلاج؟
تختلف الوسائل العلاجية بناء على التشخيص الدقيق للاسباب واى قطع بعضلة الشرج اوالعصب المغذى لعضلة الشرج او القولون، وبناء على التشخيص يتم تحديد اسلوب العلاج.
الاصلاح العضلى لحالات قطع العضلات تحدث عادةً نتيجة لقطع العضلة الناتج عن جراحة سابقة كالبواسير او الشرخ الشرجى او بعد الولادة الطبيعية فى السيداتخصوصاً التى تتم فى المنازل والمراكز البدائية فتكون رأس الطفل كبيرة فتحدث تهتك بفتحة المهبل وعضلات الشرج مالم يتعامل معها طبيب النساء والولادة جراحياً بعمل توسيع جراحة بفتحة المهبل ثم غلقه مرة اخرى وكانت هذه الشريحة من المرضى تعانى من تسيب وعدم التحكم في البراز، كما كانت جراحات الاصلاح السابقة لا تاتى بنتائج مرضية وذلك لعدم معرفة الصفة التشريحية للعضلات القابضة الشرجية وفى ظل الابحاث الطبية فى العقدين الماضيين تم التوصل الى الصفة التشريحية والوظيفية لمنطقة الحوض والشرج مما ادى الى رفع كفاءة جراحات اصلاح العضلات الى ما بين 80 – 90%.
اما بالنسبة لأصابة العصب المغذى للعضلة، فيمكن الآن عمل بعض الجراحات الاستعواضية للتغلب على عدم التحكم بناء على درجة شلل العصب وضمور العضلة. فى بعض الحالات يوضع جهاز محفز نابض كهربى تحت الجلد ليؤدى دور العصب ويمكن زرع عضلات مأخوذة من الساق لأداء وظيفة العضلات الضامرة او زرع صمام صناعى حول القناة الشرجية ولكن هذا الجهاز له شروط خاصة بالنسبة للمريض. تصل نسب تجاه هذه الحالات من 70 – 80%.
اما حالات الشلل القولونى او تضخم القولون المزمن الذى يصيب الاطفال، فله عدة طرق للعلاج بدءً من اجراء جراحة بسيطة بالشرج الى استئصال جزء من القولون وتتم هذه الجراحة الآن اما من خلال القناة الشرجية بطريقة سحب القولون من الشرج بدون فتح البطن او عن طريق المنظار الجراحى يتم عمل فتحات صغيرة بجدار البطن.